المرأة بين القبول والاعجاب

نعلم أن القبول لا يكون إلا بالاستحسان والرضا عن الشيء دون غصب أو فرض , والاستحسان يعني الإعجاب
ولكن :
هل الإعجاب يعني القبول !!
يعتقد البعض كذلك ...
لأنه لا يعي أن الإعجاب جزء من القبول بالشيء .
قد يعجبك لونًا من الثياب , ولا تقبل بشكله .. أو لونًا من الزهر وتخشى الشوك فيه , فلا تقبل به ـ وكثير من الأمور الأخرى نعجب بجزئها ولا نقبلها كليًا ـ وتعبر عن إعجابك بتحديد ما استحسنته
كـ ( لون جميل , قول حسن , منظر بديع )
لذلك نقول : أن الإعجاب جزء من القبول ...
وأما القبول فأعم ..لأن الفعل فيه يمثل الرضا عن الشيء بقبحه وحسنه , ولأنه نتاج الاستحسان والإعجاب بالشي ....
وعند قياس المعنى بين المرأة والرجل ـ في مجتمعنا ـ تجد التباين في المفهوم والمعيار والتعبير . ...
أما الرجل فكل مايعجب به يعبر عنه , ولا بأس إن تجاوز الجزء بأجزاء ...
كالرجل يستمع إلى شاعرة فيمتدح قولها , وإن زاد الأمر زاد , ليعبر عن مخارج حروفها أو سر الجمال في لحنها ..
كل ذلك إعجاب , ولا يعني قبول لها لأنها من الخاضعات في القول !!
وأما المرأة :
ويل لها , وعيب عليها إن عبرت عن إعجابها بشيء من رجل !!
كالتي تعبر عن جمال صوت القارئ أو المنشد أو حتى الإمام بقولها ( صوته جميل , لحنه عذب ) لتدخل ضمن قليلات الحياء , جريئات القول !!
لماذا !!
هل يعيب المرأة أن تعبر عما يعجبها بكلمة دون مبالغة أو تكرار أو خضوع !!
أليس الذكر كالأنثى في هذا الأمر !
وفي ظل التطورات التقنية أصبحت مشاركة المرأة ـ لدى الكثير ـ في المنتديات المفتوحة أكبر عيب , ليحكم عليها بتفسخ الحياء , وملاطفة الرجال !
فإن شكرت يعني أعجبت , وإن شاركت برأي يعني اهتمت , وإن تابعت قلم فقد أحبت !
كل ذلك تحت مفهوم ( درءًا للفتن ) فالشبكة العنكبوتية تحمل كثيرًا من المرضى بداء ( نون النسوة ) ..
وينسى الحاكم أنه لا تزر وازرة وزر أخرى .. وأنه مشاركة المرأة بشكر أو رأي أو حتى متابعة لا تحملها إثم غيرها , ولا تصيبها بالعدوى مالم تقترب من المرضى , ومالم تقبل بالكل دون الجزء الذي يفرضه عليها دينها وخلقها ..
وهذا الجزء هو المكتوب الذي يهمها ويخص دينها فتشكر دون خضوع , أو يخص مجتمعها فتبدي رأيها دون لين , أو يخص ميولها فتتابع لتستزيد أو تروح عن نفسها بطيب الكلمة , وجمال النص ..
صحيح أن للكلمة وقع في النفس أشد من السحر , ولكن هل أصبح كل الرجال في مجتمعنا مرضى ليقعوا تحت تأثير أي كلمة , أو يجدوا كل كلمة من المرأة هي سحر !
فلا يميزوا بين الشكر وخضوع القول , والرأي والملاطفة , أومتابعة القلم ومتابعة الشخص !

ربما !!

أؤمن بأن المرأة محسوب عليها كل خطوة في مجتمع يراها الأغلبية كمصدر فتنة ليس إلا ..
وينسى أن لها عقل يميز بين الصواب والخطأ ..
وينسى أيضًا الموضع الصحيح في امتلاك العصا دون وقوعها وهو الوسط الذي تَميزنا به عن باقي الأمم ...

وأتساءل :
هل سيأتي يومًا لن تُخرَج فيه ـ المرأة ـ عن حيائها وعفتها بمجرد كلمة لاتخل بأدب ,ولا تؤثر بقلب !

أم أنها ستظل مقسمة بين التشدد والانفتاح !!

أرجو أن أجد الجواب لديكم ....

ودمتم سالمين ،،،،

يســلموو..

» علميا الفرق بين المرأة والرجل